طه الناظر... البرلماني الصاعد بثقة الجماهير وسند "عبد الفضيل" في معركة الشيوخ
كيف أعادت الفشن رسم خريطة التأثير السياسي في جنوب بني سويف؟
مع انتهاء ماراثون انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وظهور النتائج التي أعادت ترتيب المشهد السياسي في بني سويف، كان لافتًا الدور المحوري الذي لعبه النائب طه الناظر، عضو مجلس النواب عن دائرة الفشن، والذي أثبت أنه ليس مجرد برلماني تقليدي، بل صانع مشهد، ومدير تحالفات، وفاعل سياسي مؤثر على الأرض.
لقد أعادت مدينة الفشن – بمراكزها وقراها ونجوعها – تأكيد موقعها في قلب الخريطة السياسية لمحافظة بني سويف، ليس فقط عبر الأرقام الانتخابية التي سجلت أعلى نسب مشاركة، بل من خلال الديناميكية التنظيمية والشعبية التي قادها النائب طه الناظر، ودوره الاستراتيجي في دعم شقيقه المرشح المهندس محمد علي عبد الفضيل.
الناظر.. شخصية سياسية بثقل شعبي
يمتاز طه الناظر بتركيبة فريدة في المشهد السياسي المصري، فهو يجمع بين الواقعية البرلمانية والحضور الشعبي القوي، وبين الخطاب الهادئ والقدرة على الحشد والتحرك الميداني. فخلال انتخابات الشيوخ، لم يكن مجرد داعم عابر لشقيقه عبد الفضيل، بل لعب دور "المنسق العام غير المُعلن" لحملة انتخابية منظمة ومحترفة امتدت من الفشن إلى قرى ونجوع نائية، ووصل صداها إلى كل بيت.
لقد ظهر الناظر في هذه الجولة كـ"رجل الميدان"، الذي يتقدم الصفوف، يتحدث مع الناس، يحفز الشباب، ويحاور كبار العائلات. فاستحق لقب "السند الحقيقي"، ليس فقط لشقيقه، بل لتحالفات أوسع تدعم الدولة المصرية ومشروعها السياسي التنموي.
معركة الشيوخ.. اختبار سياسي واجتماعي
ما حدث في انتخابات مجلس الشيوخ 2025 ببني سويف كان أكثر من مجرد منافسة انتخابية، بل كان اختبارًا للتماسك السياسي، وللقواعد الشعبية، ولقدرة التنظيمات الحزبية على الحشد والتأثير. وقد نجح طه الناظر في هذا الاختبار باقتدار، مؤكدًا أن السياسة ليست شعارات، بل عمل مستمر وتواصل دائم وتقدير للناس.
وقد كانت الفشن النموذج الأوضح لهذا التكاتف، حين خرجت القرى في مشاهد احتفالية عفوية لدعم مرشحهم، وحين تجسدت عبارة "الفشن إيد واحدة" على الأرض فعلًا، لا قولًا.
التحالفات والرمزية السياسية
بجانب حضوره النيابي، يمثل طه الناظر رمزًا لتحالف سياسي – اجتماعي – عائلي متماسك، قادر على نقل تأثيره إلى أكثر من استحقاق، وأكثر من معركة انتخابية. ومن هنا، لا يمكن فهم نتائج الشيوخ دون إدراك حجم الدعم الذي جاء من هذه القاعدة الواسعة التي التفّت حول عبد الفضيل، لكنها انطلقت من حنكة الناظر وخبرته.
المستقبل السياسي.. من الفشن إلى دوائر التأثير الأوسع
لا شك أن المشهد الأخير أكد صعود طه الناظر كواحد من أعمدة الحياة السياسية في جنوب الصعيد. فبعد أن فرض نفسه في مجلس النواب، ها هو اليوم يصنع مشهدًا انتخابيًا ناجحًا لأخيه، ويعزز من مكانة الفشن كرقم صعب في المعادلة السياسية، لتتحول من دائرة انتخابية إلى نقطة ارتكاز سياسية وحزبية في محافظة بني سويف.
وإذا كانت الانتخابات تنتهي بإعلان النتائج، فإن السياسة لا تتوقف. وما فعله الناظر خلال الأسابيع الماضية يؤكد أن العمل السياسي الحقيقي يبدأ بعد الانتخابات، لا قبلها. وهو ما يجعلنا نترقب أدوارًا أوسع له، سواء داخل البرلمان أو في بنية العمل الحزبي والتنفيذي خلال المرحلة المقبلة.