"أبطال كرتونية".. حينما تصنع السوشيال ميديا الوهم!
بقلم: الإعلامي محمد عبده محمد
في زمن طغت فيه الصورة على المعنى، وصار "الترند" أقوى من الحقيقة، ولّدت السوشيال ميديا ظاهرة خطيرة يمكن تسميتها بـ"الأبطال الكرتونية" – أولئك الأشخاص الذين تُلبسهم منصات التواصل عباءة البطولة، دون إنجاز، أو موقف، أو مضمون.
هؤلاء ليسوا أبطالًا بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل هم "منتجات رقمية" يتم تصميمهم وتضخيمهم ببراعة عبر مقاطع فيديو قصيرة، و"بوستات" منتقاة، وكلمات رنانة. تبدأ القصة بلقطة مفبركة أو موقف مجتزأ، لتشتعل بعدها التعليقات، ويتحول الشخص إلى نجم. تتصدر صورته واجهات الصفحات، وتتسابق الحسابات في مدحه، حتى يظنه المتابع بطلاً خارقًا منقذًا… وما هو إلا "بطل كرتوني".
لكن خلف الكاميرا، الواقع مختلف.
فكثير من هؤلاء الأبطال المزعومين سرعان ما ينكشفون، إما بسقطة أخلاقية، أو مواقف متناقضة، أو حين يُطلب منهم فعل حقيقي على الأرض، فيتوارون خلف الشاشات.
ولأن منصات التواصل الاجتماعي لا تعرف التوقف، سرعان ما تنسى "بطلاً" لتصنع غيره، في دورة لا تنتهي من "الترندات الوهمية".
هنا تكمن الخطورة.
فحين تتحول عقول الناس إلى مستقبلات لما يصنعه الآخرون على هوى خوارزميات، يصبح من السهل توجيه الرأي العام، وتزييف الوعي، وتبديل القيم الحقيقية بمظاهر براقة فارغة.
إن البطل الحقيقي لا يحتاج لـ"فلتر" كي يظهر، ولا يطلب "شير ولايك" ليثبت موقفه، بل يظهر وقت الشدة، ويحضر حين يختفي الآخرون، ويصنع التغيير بالفعل لا بالكلام.
ما أحوجنا اليوم لإعادة تعريف "البطولة" في زمن تصنع فيه السوشيال ميديا الأوهام، وتقدم لنا أبطالًا من ورق، سرعان ما تمزقهم أول عاصفة.
فلا تكن مجرد متابع… دقّق، تحقق، وتذكّر دائمًا:
ليس كل من يلمع نجمًا… وليس كل من صوّروه بطلًا.
بقلم: الإعلامي محمد عبده محمد
في زمن طغت فيه الصورة على المعنى، وصار "الترند" أقوى من الحقيقة، ولّدت السوشيال ميديا ظاهرة خطيرة يمكن تسميتها بـ"الأبطال الكرتونية" – أولئك الأشخاص الذين تُلبسهم منصات التواصل عباءة البطولة، دون إنجاز، أو موقف، أو مضمون.
هؤلاء ليسوا أبطالًا بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل هم "منتجات رقمية" يتم تصميمهم وتضخيمهم ببراعة عبر مقاطع فيديو قصيرة، و"بوستات" منتقاة، وكلمات رنانة. تبدأ القصة بلقطة مفبركة أو موقف مجتزأ، لتشتعل بعدها التعليقات، ويتحول الشخص إلى نجم. تتصدر صورته واجهات الصفحات، وتتسابق الحسابات في مدحه، حتى يظنه المتابع بطلاً خارقًا منقذًا… وما هو إلا "بطل كرتوني".
لكن خلف الكاميرا، الواقع مختلف.
فكثير من هؤلاء الأبطال المزعومين سرعان ما ينكشفون، إما بسقطة أخلاقية، أو مواقف متناقضة، أو حين يُطلب منهم فعل حقيقي على الأرض، فيتوارون خلف الشاشات.
ولأن منصات التواصل الاجتماعي لا تعرف التوقف، سرعان ما تنسى "بطلاً" لتصنع غيره، في دورة لا تنتهي من "الترندات الوهمية".
هنا تكمن الخطورة.
فحين تتحول عقول الناس إلى مستقبلات لما يصنعه الآخرون على هوى خوارزميات، يصبح من السهل توجيه الرأي العام، وتزييف الوعي، وتبديل القيم الحقيقية بمظاهر براقة فارغة.
إن البطل الحقيقي لا يحتاج لـ"فلتر" كي يظهر، ولا يطلب "شير ولايك" ليثبت موقفه، بل يظهر وقت الشدة، ويحضر حين يختفي الآخرون، ويصنع التغيير بالفعل لا بالكلام.
ما أحوجنا اليوم لإعادة تعريف "البطولة" في زمن تصنع فيه السوشيال ميديا الأوهام، وتقدم لنا أبطالًا من ورق، سرعان ما تمزقهم أول عاصفة.
فلا تكن مجرد متابع… دقّق، تحقق، وتذكّر دائمًا:
ليس كل من يلمع نجمًا… وليس كل من صوّروه بطلًا.